منتديات بنات عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة الخياط الذي يخافه الناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




قصة الخياط الذي يخافه الناس Empty
مُساهمةموضوع: قصة الخياط الذي يخافه الناس   قصة الخياط الذي يخافه الناس Emptyالأربعاء يناير 27, 2010 2:10 am



ذكر ابن كثير في تاريخه أن رجلاً منضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير


فماطله ومنعه حقه .. وكلماطالبه الفقير به آذاه ..

وأمر غلمانه بضربه ..


فاشتكاه إلىقائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
قال هذا الضعيف المسكين :


فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته
فبينماأنا حائر إلى
من أشتكي


إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياطإمام المسجد


فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟


وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه !
فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عندهمن جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد
عنده فرجاً ..
قال : فقصدتهغير محتفل في أمره


فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم


فقام وأقفل دكانه
ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل


وطرقنا الباب
ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع
وأكرمه واحترمه
فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه
فأنكر الرجلوقال : ليس له عندي شيء


فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقهوإلا أذنتُ
فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً
ثم انصرفنا


وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف انطاع
وانقاد ذلك الكبير له
ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل
وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى
فسألته عن خبره وذكرت لهتعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه


وقلت : لماذا هددته بأنتؤذن ؟!


قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني ..


فقال :


إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين فيجوارنا أميرٌ تركي من أعالي الدولة


وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذاتليلة امرأة حسناء وعليها ثياب
مرتفعة ذات قيمة
فقام إليها وهو سكران فتعلقبها يريدها على نفسها ليدخلها منزله
وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها وتستغيثبالناس وتدافعه بيديها
فلما رأيت ذلك قمت إليه فأنكرت عليه وأردت تخليص المرأةمن بين يديه
فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي وغلب المرأة على نفسهافأدخلها منزله
قهراً
فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي وصحت بالناس وقلت :
إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهمالعصي
والسكاكين يضربون الناس وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاًحتى
أدماني وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل
فرجعت إلى منزليوأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء
فنمت على فراشي فلم يأخذنيالنوم وتحيرتُ ماذا أصنع والمرأة مع هذا الفاجر
فأُلهمتُ أن أصعد المنارةفأؤذنَ للفجر في أثناء الليل لكي يظن الخبيث أن
الصبح قد طلع فيخرجها من منزله
فتذهب إلى منزل زوجها
فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
وجعلتأنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم
يفتحالباب
فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة أقمتُ الصلاة بصوت مسموع حتى يتحققالخبيث
أن الصبح قد بان ..
فبينما أنا أنظر إلى الباب إذ امتلأت الطريقفرساناً وحرساً من السلطان
وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعونرؤوسهم إلى منارة المسجد
فصحت بهم : أنا الذي أذنت وأنا أريد أن يعينوني عليه
فقالوا : انزل ! فنزلتُ
فقالوا : أجِب الخليفة ففزعت وسألتهم بالله أنيسمعوا القصة فأبوا وساقوني
أمامهم وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني علىالخليفة
فلما رأيته جالساً في مقام الخلاقة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاًشديداً
فقال : ادنُ فدنوتُ
فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك وما زاليلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..

فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟

فتغرَّ بذلك الصائم والمسافروالمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..

فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتىأقصَّ عليه خبري ؟

فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً ..

وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً ..

فأُحضرا سريعاًفبعث بالمرأة إلى زوجها مع

نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجلفقال له :

كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواريوالزوجات ؟

فذكر له
شيئاً كثيراً ..

فقال له : ويحك أما كفاك ماأنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله ..

وتعديت على
حدوده .. وتجرأتعلى السلطان ؟!

وما كفاك ذلك ..

حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروفونهاك عن المنكر ..
فضربته وأهنته وأدميته ؟!
فلم يكن له جواب .. فغضبالسلطان ..

فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفتإليه ..

ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد ..

ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..


ثم قال لي الخليفة :

كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أوكبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب الشرطة –
فأعلِمْني ..
فإن اتفقاجتماعُك بي وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان ..
أو فيمثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء ..

فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت ..

فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه ..

ولاأنهاهم عن شيء إلا تركوه

خوفاً من الخليفة ..




المغزى من القصة


كن لله كما يريد يكن لك فوقماتريد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الخياط الذي يخافه الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بنات عرب :: القسم الادبي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: